سؤال أجد أنه من الغريب أن يقوم أي شخصٍ بطرحه، فمن ذا الذي يريدُ أن يعرف مقدار ما يجبُ عليه تجاه والديه؟ الوالِدين الذين قال فيهما ربُّ العزَّة والجلالة (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، قرن الخالق عزَّ وجلَّ عبادته بالإحسان إلى الوالدين، فلا شيء أهم عندك من بِرِّك بوالديك، ولين الكلام معهما شيء أساسي في التعامل....
أخي وأختي، تذكَّروا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (البِرُّ دين)، فما تُقدِّمه اليوم لوالديك ستجني ثماره غداً من أبنائك، حقوق والديك عليك لا تُعدُّ ولا تُحصى، عندما قدَّما لك لم يسألا عن حدٍّ لعطائهما، فلا تسأل عن حدٍّ لردِّ دينهما عليك. ومن أجمل ما قرأت؛ أنه لو أن أحد والديك طلب منك أمراً، فهي عبادة اختصك الله بها وحدك، اليوم أنت ابن أو ابنة، وغداً أنت أبٌ أو أم، ستحتاج مثل ما يحتاج والديك الآن، ستحتاج الحب والحنان والاحترام من ولدك، ستحتاج ان تجدهم بجانبك، أن تحس بهم، تراهم وتجالسهم، كن معهم ولهم كما كانوا معك ولك، وإن سمعتهم يدعون بقول الله تعالى (رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين) فاعلم أنك قصَّرت، فعد إليهم وقبِّل أيديهم واطلب رضاهم، فهم آخر أبواب الرحمة لك، فاستغله بما يرضي الله قبل أن يُغلق وتقعد مذموماَ مدحوراً...